الترجمة التسويقية إلى العربية

الترجمة التسويقية إلى اللغة العربية

هل قمت حديثًا بترجمة المحتوى التسويقي لشركتك إلى اللغة العربية؟ هل تستهدف التسويق في بلد معين في الشرق الأوسط أم منطقة الشرق الأوسط كمنطقة بأسرها وهل يوجد فرق في الترجمة باللغة العربية إلى الأسواق المحلية بين البلدان المختلفة، أم أنها لغة واحدة في نهاية الأمر؟
من الهام لكل شركة تحاول بيع منتجاتها أو خدماتها في منطقة الشرق الأوسط أو شمال أفريقيا أن تقوم بترجمة موقعها الإلكتروني وكتيباتها الدعائية وغيرها من المواد التسويقية إلى اللغة العربية لكي تتمكن من اقتحام هذه السوق الكبيرة والمنافسة فيها.
نعم، إنها لغة واحدة، ولكن القرار الذي يجب على فريق التسويق اتخاذه قبل ترجمة المواد التسويقية إلى اللغة العربية هو تحديد مَن العميل المراد وصول هذا المحتوى إليه. 
الترجمة التسويقية إلى العربية
يصل عدد المتحدثين باللغة العربية في جميع أنحاء العالم إلى 290 مليون شخصًا. وتُنطق اللغة العربية بلهجات ولكنات مختلفة، حيث تختلف اللهجة واللكنة السائدة في بلدان مثل المغرب وتونس والجزائر تمامًا عن تلك السائدة في مصر وليبيا ولبنان، والتي تختلف بدورها عن اللهجة السائدة في منطقة الخليج العربي.
ومع ذلك فتوجد معايير قياسية تستند إليها الترجمة إلى اللغة العربية، حيث يوجد أساس واجد يجتمع عليه جميع المتحدثين باللغة العربية، وهو اللغة العربية الفصحى الحديثة والتي يشار إليها بالاختصار (MSA). واللغة العربية الفصحى الحديثة هي اللغة المستخدمة في الصُحف والكتب ونشرات الأخبار. فاللغة العربية المكتوبة في الصُحف في لبنان هي نفسها اللغة المكتوبة في الصُحف في مصر أو المملكة العربية السعودية أو الكويت أو أي بلد عربي آخر.
ولكن حين يتعلق الأمر بالترجمة التسويقية، فيُفضل مواءمة بعض أجزاء المحتوى إلى لهجة معينة لجذب انتباه مجموعة معينة من العملاء. ومن هنا يأتي الاختلاف!  فمواءمة المحتوى ليلائم اللهجة العربية السائدة في لبنان تختلف تمامًا عن مواءمة اللهجة العربية السائدة في المملكة العربية السعودية أو مصر أو المغرب. وبهذا يتضح لماذا تختلف الترجمة العربية الموجهة إلى الشرق الأوسط كمنطقة بأسرها أو إلى بلد بعينه بالمنطقة. وهذا قرار يجب على فريق التسويق بشركتك اتخاذه استنادًا إلى نوع المنتج أو الخدمة التي تبيعها، بالإضافة إلى الفئة العمرية للعملاء والجنس...وغير ذلك من العوامل. 
فعلى سبيل المثال، إذا كنت تبيع منتجات تجميل، فننصح فريق التسويق باتخاذ قرار بترجمة الموقع الإلكتروني وفق معايير اللغة العربية الفصحى الحديثة لكي يصل إلى أكبر قدر من السيدات في المنطقة، ولكن في حالة الإعلانات التلفزيونية، فمن الأفضل استخدام اللهجة السائدة في البلد المستهدف.   
وبطبيعة الحال، تطّلب مواءمة محتوى تسويقي اتخاذ إجراءات والقيام بمهام أكثر من مجرد ترجمة نص. ومن هذه الإجراءات التي يجب الانتباه إليها، التفضيلات الثقافية للصور والألوان والصوت والتصميم بأكمله، مع الحفاظ في نفس الوقت على هوية ونمط منتجك ومؤسستك. وبالنسبة لهذه المنطقة، يجب الانتباه أيضًا إلى التفضيلات الأخرى في البلد الذي تستهدف بيع منتجك فيه. فحتى تحصل على أفضل النتائج، يجب أن تولي بعض العوامل العناية اللازمة، والتي من بينها اللغة التي يتحدث بها جمهورك المستهدف، وكذلك المستوى التعليمي والعادات والتقاليد والقيم والتفضيلات الشائعة. 
نصائح وتلميحات للترجمة إلى اللهجات العربية
1- الصور

غالبًا ما تجذب الصور الأعين قبل النص المكتوب. ابدأ بمراجعة صورك وتحقق من أنها لا تتضمن أي شيء قد يثير أي تحفظات ثقافية لدى الجمهور المستهدف. وننصحك بأن تطلب مساعدة مواطن مقيم بالبلد المستهدف.   
2- تجنب خلط لهجة أو تعبير أو إشارة مع أخرى  
على سيبل المثال خلط اللهجة اللبنانية بالسورية أو المصرية قد يؤدي إلى نتائج غير مرجوة. تختلف أسماء المنتجات من بلد إلى آخر، فعلى سبيل المثال في مصر تُطلق كلمة اللبن على الحليب، بينما في لبنان تُطلق كلمة اللبن على الزبادي!
3- المواءمة والضبط
يكمن المفتاح الأساسي للمواءمة في الحفاظ على التناسق مع الأعراف المحلية، بحيث يبدو خطابك قريبًا ومعتادًا لجمهورك.
فعلى سبيل المثال، من الشائع في مصر ولبنان وسوريا أن تُكتب بعض أسماء المنتجات بالإنجليزية أو الفرنسية وتُباع على نطاق واسع، ولكن في المملكة العربية السعودية لا تجد أسماء المنتجات تُكتب بغير اللغة العربية.
4- الاعتناء بأدق التفاصيل
مدى الاعتناء بأدق التفاصيل هو ما يفرّق المحتوى المطوع بحرفية للغة العربية عن غيره، فيؤدي الانتباه إلى أصغر التفاصيل مثل تنسيق كتابة التواريخ والوقت والعملة وأرقام الهواتف والعطلات القومية...وغير ذلك، إلى جانب وضع الأهداف بدقة إلى تحقيق الفارق الذي يميزك عن منافسيك.
نعم، إنها لغة واحدة ومنطقة واحدة ولكن أنماط وسلوكيات شراء مختلفة.