توطين الألعاب: الحلقة المفقودة

الحلقة المفقودة في توطين الألعاب

يلعب ثلث سكان الأرض الألعاب على هواتفهم الذكية، حيث إن مصدر نصف أرباح الألعاب يأتي من الهواتف الذكية؛ فتستحوذ على 80% منها، فيما تستحوذ الأجهزة اللوحية على نسبة 20% المتبقية، ونتيجة لانتشار متاجر التطبيقات مثل app store الخاص بشركة Apple، ومتجر Google Play تضاعف عدد مرات تحميل الألعاب.
 

إحصاءات سوق ألعاب الهواتف المحمولة

في تقرير لمجلة Forbes أوضح أن متجر بلاي ستور قد احتفى بمرور عشرة أعوام على إطلاقه مع وصوله إلى أكثر من اثني مليون تطبيق وأكثر من 500 مليون مستخدم أسبوعيًا، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة حصة سوق ألعاب الفيديو للهواتف الذكية من المستخدمين وبالتالي من الأرباح.
لقد حازت شركة Supercell، إحدى شركات تطوير الألعاب، أرباحًا قدرها 4 مليار دولار من لعبتها " Clash of Clans"، كما أن لعبة " Pokémon Quest" وصلت أرباحها إلى 3 مليار دولار.
فيما تختص الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 62% من اللاعبين على الهواتف الذكية، وهم ليسوا من فئة المراهقين وحسب، وإنما تزيد أعمار ربع هذه النسبة عن الخمسين عامًا أو أكبر، وجاءت هذه الزيادة نتيجة للتنوع الكبير في الألعاب في المتاجر، وكذا التنوع في أنواع الألعاب الذي انتشر كثيرًا مؤخرًا.
 

لعبتا Pubg وFortnite في الصدارة

تعد لعبتا PUBG و Fortnite مدخلًا لغير اللاعبين إلى عالم الألعاب، فهما لعبتان تنتميان إلى فئة battle royale field (أرض المعارك)، ويصنفان على أنهما أكثر ألعاب الهاتف المحمول انتشارًا مع دخول عام 2019، فقد جذبتا أنظار الكثير بفضل مخيلتهما وواقعيتيهما وكذا الأسلوب الذي يستخدمانه والذي يستند إلى وضع اللاعبين وجهًا لوجه مع الكثير من قرنائهم في معركة يتحتم عليك فيها النجاة وسحقهم.
إذ وصلت لعبة Fortnite إلى 200 مليون لاعب مسجل في اللعبة مع نهاية 2018، بينما وصلت لعبة Pubg في أشهر قليلة إلى 50 مليون مستخدم مسجل في اللعبة في شهر يوليو من العام الماضي، وصعدت في الفترة الأخيرة إلى النسبة التي تحوذها لعبة Fortnite تقريبًا.
وقد توجهت أنظار حاملي الهواتف الذكية إلى اللعبتين تحت سقف من الإثارة والتشويق ومناخ تفاعلي مع الفريق داخل اللعبة، وكذا الصور والمؤثرات الصوتية والمرئية ذات الجودة العالية.
 

تدبر في الأرقام الفعلية

على الرغم من الأرباح العالية التي حققتها ألعاب الفيديو، تبقى مهمة الوصول إلى كل اللاعبين مهمةً صعبةً، إذ تحاول شركات تطوير الألعاب تطوير لعبتها لإرضاء اللاعبين وإشباع شغفهم من ناحية الصور ومدى الواقعية والتشويق في اللعبة لاستقطاب لاعبين جدد والمحافظة على استدامة لاعبيها الحاليين.
فعلى سبيل المثال: وصلت لعبتا Pubg وFortnite إلى قطاع كبير من اللاعبين جعلتهما في صدارة سوق ألعاب الفيديو بحلول عام 2019، لكن هذا الرقم من اللاعبين المسجلين ليس مؤشرًا على وصولهما إلى أعلى مستوى من الانتشار عالميًا، حيث إن هذا الرقم أقل بكثير من عدد الأشخاص الذين يستخدمون الهواتف الذكية في العالم، فما يزال هناك الكثير لم يقم بتنزيل اللعبة حتى.
الأكثر من ذلك أن عدد اللاعبين المسجلين في اللعبة ليس بالضرورة هو العدد النشط بالفعل، حيث وصل العدد الفعلي للاعبين النشطين شهريًا في لعبة Fortnite إلى 78.3 مليون لاعب فقط، وذلك على الرغم من أن مطوري اللعبة يعملون على تحسينها باستمرار.
 

الحلقة المفقودة

إن الوصول إلى أقصى مستويات الانتشار عالميًا لا يتطلب تحسينًا في الصور والإثارة والواقعية للعبة وحسب، وإنما يحتاج إلى إيصال رسالة إلى اللاعبين مفادها أنك تكترث كثيرًا لأمرهم وأن اللعبة مصممة خصيصًا لهم، وذلك من خلال الاهتمام بكل جوانب اللعبة من الجانب الثقافي وغيرها من الجوانب.
ومن أجل الانتشار عالميًا، عليك الاهتمام بالجانب المحلي، وهذا أمر لن يتحقق إلا من خلال التوطين.
فيما يحب أغلب اللاعبين أن تكون لعبتهم ناطقة بلغتهم الأم، إذ يفضلون رؤية جانبهم الثقافي معكوسًا في جوانب اللعبة كافة، ناهيك عن الحديث على مدى إتقان اللاعبين للغة الإنجليزية، فأغلبهم لا يتقنها، وحينها سيسجل اللاعبون في لعبتك من أجل لعبها، لكنهم لن يكونوا لاعبين نشطين في المستقبل.
وطبقًا لمؤشر إتقان اللغة الإنجليزية English proficiency index، فإن العديد من البلدان بثقافات متعددة لا يتقنون تحدث اللغة الإنجليزية، لذا ستحتاج تلك البلدان نسخة مترجمة من لعبتك، حيث إنها ستزيد من مدى استدامة اللاعبين المسجلين لديك وستجذب أنظار لاعبين جدد.
وبالحديث عن التوطين؛ فبوصفك أحد مطوري الألعاب، لن تترجم مصطلحات لعبتك وحسب، وإنما عليك وضع لهجات السوق الجديدة ومصطلحاتها المستخدمة وعاداتها عين الاعتبار لتلبي توقعاتهم، فاللاعبون في منطقة معينة يكونون بحاجة إلى إيجاد ثقافتهم ولغتهم موضع احترام في اللعبة، ومن أجل القيام بهذا الأمر فإنك بحاجة إلى مقدم خدمات لغوية محترف.
 

التوطين...الخيار الأمثل لإكتمال الصورة

تعد عملية توطين ألعاب الفيديو الخيار الأمثل أمام مطوري الألعاب، وذلك من أجل فتح أسواق جديدة وجذب لاعبين جدد، كما أن عملية توطين ألعاب الفيديو ستعمل على توسيع رقعة اللاعبين على الهواتف الذكية، تلك التي تستحوذ الولايات المتحدة الأمريكية على نسبة 62% منها، الأمر الذي سيؤدي إلى نقل المنافسة خارج هذه السوق المزدحمة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن عملية توطين الألعاب ستؤدي إلى زيادة مدى استدامة اللاعبين وانخراطهم في اللعبة، الأمر الذي سينتج عنه حل معضلة "ارتفاع عدد اللاعبين المسجلين وتدني مستوى الانخراط ".
كما أن عدد مرات التحميل سترتفع؛ إذ يؤكد تقرير "The Impact of App Translations". أن عملية توطين التطبيقات ستزيد من عدد مرات تحميلها بنسبة 128% لكل دولة على حدة، مما ينتج عنه احتلال الصدارة في متاجر التطبيقات والألعاب، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة المبيعات المرجوة، وانتشار لعبتك عالميًا بالقدر المطلوب.