التعليق الصوتي: فن يحتاج إلى المعرفة

التعليق الصوتي: فن يحتاج إلى المعرفة

إن التعليق الصوتي عبارة عن فن تسجيل أصوات معينة بهدف عرض شخصية ما أو نقل معلومات معينة لجمهور بعينه، وذلك لإبراز المواد الخاصة بك وجعلها لا تنسى، ونتيجة للطلب المتزايد على المواد السمعية والبصرية حول العالم، فقد ظهرت الحاجة إلى تسجيل الأصوات الموجودة في تلك المواد بلغات عدة، وهو ما نطلق عليه: توطين التعليق الصوتي.

إن توطين التعليق الصوتي عبارة عن جزء مهم ليس في سوق الترفيه وحسب، وإنما في العديد من المجالات الأخرى مثل: التسويق والألعاب والتعليم الإلكتروني وغيرها، حيث إنه الاختيار الأمثل للتوسع في جميع أنحاء العالم، علاوة على ذلك، فإن عملية التوطين للتعليق الصوتي تعد عملية صعبة بعض الشيء؛ إذ إنها تحوي الكثير من الخطوات والتحديات.

 الممارسات المثلى لتوطين التعليق الصوتي

يحتاج أي مشروع من مشروعات توطين التعليق الصوتي إلى إدارة جيدة، وذلك بسبب للخطوات المتعددة التي يتضمنها، حيث إن إدراة مثل هذه المشروعات يعد أمرًا مضنيًا، ومن أجل الحصول على مواد سمعية بصرية تم توطينها توطينًا جيدًا، فعليك التأكد من توفير مقدم خدمة محترف للقيام بهذا الأمر على أكمل وجه، كما أن مثل هذه المشروعات تحتاج إلى بروتوكول خاص لإدارتها.
فبعد إرسال النص الذي ترغب في تسجيله والفيديو المراد إجراء تعليق صوتي له، عليك التحقق من الإجراءات التالية:
·         تحديد جمهورك المستهدف: حدد ما تحتاجه من هذا المشروع أولًا، حتى يتسنى لك إجراء الخطوات الأخرى بكل سهولة ويسر، وبعد ذلك عليك تحديد خصائص الجمهور المستهدف.
·         اتساق الترجمة مع ثقافة الجمهور المستهدف: في هذه الحالة أنت تحتاج إلى مقدم خدمات لغوية محترف من أجل إجراء عملية توطين للنص الصوتي لديك، وذلك إلى اللغة الأم في المنطقة المستهدفة، وبعد تفريغ المحتوى الصوتي للنص الأصلي، تبدأ عملية التوطين، ثم تأتي فيما بعد عملية اختبار النص الذي تم توطينه للتأكد من ملاءمته لثقافة الجمهور المستهدف.
·         انتقاء الصوت الملائم: إن عملية انتقاء الموهبة الصوتية المناسبة بمثابة الجزء الأهم في مشروع التعليق الصوتي، فيجب أن يتماشى صوت الموهبة مع أهداف المشروع وصوت العلامة التجارية، وهنا يتحتم عليك تحديد جنس الصوت وعمره وغيرها من السمات التي تقودك إلى النتائج المرجوة من مشروعك. 
·         تسجيل النص الذي تم توطينه: يجب أن يستخدم الصوت الذي قمت بانتقائه معدات تقنية احترافية مناسبة لعملية التسجيل،  وذلك لإنتاج ملفات صوتية عالية الجودة، وكذا تجنب الضوضاء في الخلفية، وغيرها، وهذه الأدوات تتضمن: ميكروفون بجودة عالية، وحجيرة تسجيل عازلة وجهاز المزج الصوتي وحامل للنص والميكروفون.
·         الهندسة الصوتية: تحتاج إلى فريق احترافي من المهندسين لإجراء عمليات الدمج والمزامنة للملفات الصوتية مع مقطع الفيديو، كما أنك تحتاج إلى برامج تسجيل وتحرير ذات قدرات عالية.
لن يتم إنجاز الخطوات المذكورة أعلاه من دون عملية إدارة مشروعات جيدة وتنسيق جيد للخطة العامة للمشروع ومراحل تسليمه وغيرها، والأهم من ذلك؛ عليك مراجعة النص المترجم وضمان مواءمته للثقافة المستهدفة، إلى جانب كل مرحلة من مراحل توطين مشروعك مع موفر الخدمات اللغوية لديك، وذلك للحصول على منتج نهائي يلائم الجمهور المستهدف من أجل نشر علامتك التجارية عالميًا. 

الأساليب المستخدمة في عملية توطين التعليق الصوتي

إن مصطلح التعليق الصوتي بمثابة المصطلح الشامل لعملية تسجيل صوت ما وإخراج ملف صوتي في صورته النهائية، إذ أنه يتضمن أساليب مختلفة في عملية التسجيل، وجميع هذه الأساليب تحوي عمليات وخطوات عدة مركبة، ومنها:
·         استبدال الحوار المؤتمت: إنها عملية تقوم فيها بإعادة تسجيل حوار ما في فيلم أو مقطع فيديو معين، وعادة ما يقوم الصوت نفسه بعملية إعادة التسجيل، وتظهر أهمية هذه العملية بسبب أسباب عدة؛ على سبيل المثال: عندما يكون الصوت الأصلي في حالة سيئة نظرًا لضوضاء في الخلفية أو رياح موجودة في موقع التصوير، وتستهدف العملية الحصول على أداء صوتي أفضل، على الرغم من ذلك، قد يقرر منتجو الفيلم تغيير صوت الممثل في بعض الأحيان.
·         الدبلجة: يعني هذا الأمر استبدال الأصوات في مقطع فيديو من لغة معينة إلى أخرى، وقد تكون هذه الأصوات حوارًا أو سردًا قصصيًا للأحداث، فيما ستواجه في هذه العملية بعض التحديات، علاوة على ذلك، تعد مرحلة المزامنة هي التحدي الأكبر.
·         المزج: عملية المزج عبارة عن دمج لكل الملفات الصوتية الموجودة لديك مع مقطع الفيديو، وتحتاج في هذه العملية فريق جيد من مهندسي الصوت إلى جانب برامج تحرير عالية الجودة.
عند التواصل مع موفر الخدمة لديك، عليك أن تكون محددًا فيما يخص طلباتك والعمليات التي ترغب في إجرائها، ليتسنى لك الحصول على المنتج النهائي بجودة عالية.

تحديات عملية توطين التعليق الصوتي

بما أن توطين التعليق الصوتي يحوي عمليات مختلفة وخطوات متعددة، فإنها تحوي تحديات على المستوى نفسه، وتختلف التحديات بناءً على المرحلة التي يجري بها العمل، بعد الانتهاء من ترجمة النص، ستجد أن النص قد ازداد طوله في اللغة المستهدفة؛ لذا يجب تحرير النصوص المترجمة تحريرًا يراد به مواءمة التوقيت المخصص للنص الأصلي.
وهنا يأتي دور موفر الخدمات اللغوية المحترف؛ إذ يعرف دوره في هذا الشأن، حيث يتحتم عليه التدبر في العوامل التي قد تعيق الموهبة التي تقوم بعملية التسجيل أثناء تسجيل الفيديو، وعندها يعيد ترتيب العبارات في النص المستهدف من أجل التسهيل على الموهبة عند عملية التسجيل وإتاحة الفرصة أمام تلك الموهبة للتركيز على تقديم الجودة المطلوبة في الوقت المحدد.
 وكما ذُكر أعلاه، فإن عملية مزامنة الشفاة عملية على قدر كبير من الأهمية، حيث تمثل تحديًا في عملية الدبلجة، فعند إزالة الحوار الأصلي واستبداله بحوار آخر في اللغة المستهدفة، يجب على الموهبة الصوتية اتباع حركات الممثل الأصلي وردود فعله، وهنا يظهر دور الترجمة أيضًا؛ فهي السبيل الوحيد لتسهيل هذا الأمر؛ لذا عليك إيجاد موفر الخدمات اللغوية المحترف لإكمال هذه المهمة في أبهى حُلة.

توطين التعليق الصوتي إلى اللغة العربية

إن اللغة العربي إحدى أكثر اللغات انتشارًا في العالم، وهي اللغة الرسمية الأولى لـ 28 بلدًا في العالم العربي؛ يضم 450 مليون متحدث أصلي بها، كما أن لها سمات لغوية خاصة؛ لذا فهي تحتاج إلى موفر خدمات لغوية يعي تلك  الميزات عندما يتعلق الأمر بعملية التوطين.
وتعد اللغة العربية القياسية الحديثة هي اللغة المستخدمة في كتابة الخطابات الرسمية وفي الجرائد والإعلام وغيرها في العالم العربي، ويمكن استخدام هذا النوع في العديد من المجالات مثل التعليم الإلكتروني على سبيل المثال، كما يمكن استخدامه في الحملات التسويقية أيضًا، وذلك عند استهداف منطقة الشرق الأوسط بأكملها فقط وليس بلدًا بعينه.
 إلى جانب ذلك، من أجل الوصول إلى مجموعة معينة من الجمهور في العالم العربي في منطقة بعينها منه، عليك معرفة أن لكل منطقة سماتها الخاصة؛ إذ يوجد العديد من اللهجات في العالم العربي، ومنها اللهجة المصرية: هي اللهجة التي يتحدث بها نحو 100 مليون شخص في مصر، كما أنها منتشرة أيضًا في مناطق كثيرة من العالم العربي نظرًا لانتشار الوسائط الإعلامية المصرية بها. على الرغم من ذلك، يفضل كل جمهور لهجته الخاصة وسيحبذ الاستماع إلى حملتك التسويقية بها.
 كما تتضمن اللهجات أيضًا تلك اللهجة الخاصة المستعملة في منطقة الخليج العربي، هي لهجة يتحدث بها مواطنو بلدان الخليج العربي: الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والبحرين والكويت والعراق وسلطنة عمان وقطر، بجانب بعض الاختلافات بين كل بلد منها، كما أنها لهجات على قدر كبير من الأهمية نظرًا للأهمية الاقتصادية لهذه المنطقة.
الأمر الأكثر أهمية هنا هو أنه يقع على عاتقك تحديد ما إذا كان المحتوى سيصل إلى جمهورك المستهدف باللغة القياسية الحديثة أم بلهجة بعينها، كما يجب عليك تحديد جمهورك المستهدف إلى جانبك احتياجاتك من هذا المشروع.
ودائمًا تذكر أن المحتوى الذي يتم توطينه على نحو جيد هو الطريقة المثلى لنشر علامتك التجارية عالميًا.