التحديات التي تواجه ترجمة اللغات الأفريقية

إن إفريقيا إحدى القارات التي تحوي تنوعًا لغويًا كبيرًا بأكثر من 2000 لغة إفريقية، إذ يفرض مثل هذا التنوع بالإضافة إلى جوانب أخرى الكثير من التحديات أمام تقديم خدمات الترجمة والتوطين للغات الإفريقية، خاصة النادرة منها، فيما يتوجب على مقدمي خدمات الترجمة بذل قصارى جهدهم للتغلب على مثل هذه التحديات نظرًا للطلب المتزايد على اللغات الإفريقية مثل: الإفريقانية والسواحيلية ولغات البانتو مثل الزولوية.

نظرة على اللغات الإفريقية

تضم قارة إفريقيا 45 بلدًا تستخدم العديد من اللغات، بما في ذلك المهددة بالانقراض نتيجة انتشار المجموعات المهيمنة وتأثير الثقافة الغربية، فالإفريقانية المشتقة من الألمانية والإنجليزية أًصبحت أكثر اللغات المستخدمة في جنوب إفريقيا على المستوى الحكومي ومستوى الأعمال، فيما أصبحت بعض اللغات النادرة عرضة للانقراض مما يهدد بخطر انقراض الفلسفة والتاريخ والممارسات الطبية معها.

تحديات ترجمة اللغات الإفريقية

لقد شهدت اللغات الإفريقية الكثير من التغييرات؛ إذ تمثل مجموعة لغات البانتو مثالًا حيًا على هذه الظاهرة، فعلى الرغم من قدرة لغات البانتو على الانتشار على نطاق واسع، فتواجه ترجمتها الكثير من العوائق، كما تظهر المشكلات التي تظهر عادةً في الترجمة مثل الغموض والحاجة إلى إعادة الصياغة وعدم المطابقة ظهورًا جليًا عند ترجمة لغات البانتو إلى الإنجليزية، وذلك نظرًا أن الموارد المتاحة مثل المدونات والقواميس لم تُحدَّث أو أنها غير وافية، لذا يحتاج مترجمو اللغات الإفريقية حيلًا استثنائية ليكونوا قادرين على إنشاء مساردهم الخاصة.
أما أحد العوائق الأخرى التي يواجهها مترجمو اللغات الإفريقية هي التكلفة العالية للاتصال بالإنترنت وجودته المتدنية في العديد من البلدان الإفريقية، وما يزيد الطين بلة هو أن تأثير مثل هذه التحديات يمكن تقليصه على نحو كبير عند التعامل مع مقدمي خدمات الترجمة المحترفين من ذوي الخبرة وممن لديهم العتاد من موارد الترجمة والتوطين اللازمة.

ازدهار خدمات التوطين في إفريقيا

كان ازدهار الطبقة المتوسطة في العديد من البلدان الإفريقية مثل تنزانيا وجنوب إفريقيا وكينيا عامل جذب للعديد من الصناعات إلى السوق الإفريقية، وقد أولى أصحاب المصلحة في السوق اهتمامًا كبيرًا للترجمة من الإنجليزية إلى اللغات الإفريقية لأنه على الرغم من معرفة السكان المحليين للغات الإنجليزية والفرنسية والبرتغالية، فإنهم يفضلون قراءة الدليل الإرشادي واستخدام تطبيقات الهاتف المحمول بلغاتهم الأم، فيما تعد اللغات: الصومالية والسواحيلية والإفريقانية والزولوية والأمهرية والكوسية والمدغشقرية والهاوسا والتغرينية أحد أكثر اللغات الإفريقية التي يتزايد عليها الطلب في خدمات التوطين.
بصرف النظر عن توطين المواقع الإلكترونية وتطبيقات الهاتف المحمول، هناك طلب متزايد على ترجمة العقود بالإضافة إلى المواد التربوية والطبية إلى اللغات الإفريقية، علاوة على ذلك زادت حاجة المؤسسات المالية مؤخرًا إلى الترجمة من الإنجليزية إلى الزولوية نتيجة للتوسع في جنوب إفريقيا وبلدان أخرى ناطقة بالزولوية.

خدمات ترجمة الزولوية

إن اللغة الزولوية، والمعروفة أيضًا بالإيسيزولو، واحدة من إحدى عشرة لغة في جنوب إفريقيا وتُكتَب باستخدام الأبجدية اللاتينية، وتتميز الزولوية، مثل لغات البانتو الأخرى، بأصوات الطقطقات التي ىشار إليها على أنها أحرف طقطقة ساكنة، تُصَّنف إلى طقطقات نِّطَعية وسنخية ووحشية.
.
إن لغة البانتو هذه ذات أهمية خاصة نظرًا لاستيعاب أكثر من نصف سكان جنوب إفريقيا لها بالإضافة إلى الكثير من شعب بتسوانا ومالاوي وليسوتو وإسواتيني (سوازيلاند سابقًا) وموزمبيق، ويتزايد الطلب على خدمات ترجمة الزولوية عادةً من جهات حكومية تسعى إلى توصيل رسائل سهلة الاستيعاب إلى السكان المحليين، على الرغم من ذلك فإن منظمات القطاع الخاص تسعى أيضًا إلى الترجمة إلى الزولوية من أجل الوصول إلى الجمهور الإفريقي المستهدف بلغتهم الأم.
لم تكن لغة الزولوية موجودة في شكلها المكتوب حتى القرن التاسع عشر، لكن البعثات التبشيرية غيَّرت هذا الأمر فيما بعد من خلال تحويل أصوات اللغة إلى الأبجدية اللاتينية، فيما تتجه عملية ترجمة الزولوية واللغات الإفريقية النادرة الأخرى نحو مستقبل مشرق بمزيد من المتحدثين الملمين بالقراءة والكتابة رقميًا والمزيد من الوثائق الحكومية وكذا المواد التعليمية المكتوبة.
إن كل ما تحتاجه للحصول على خدمات ترجمة وتوطين موثوقة للغات النادرة هو اختيار مقدم الخدمة المناسب.