حقائق تحتاج معرفتها عن إدارة شؤون الموردين في مجال التوطين

​حقائق تحتاج معرفتها عن إدارة شؤون الموردين في مجال التوطين

​تتعاون التخصصات الأساسية في مجال التوطين معًا في تلاحقٍ وتسلسلٍ لإخراج المنتج النهائي، ومن الأمثلة على هذه الاختصاصات: الترجمة، إدارة المشروعات، هندسة التوطين، النشر المكتبي، تطوير الأعمال، إدارة شؤون الموردين، فيما سنركز على اختصاص إدارة شؤون الموردين في هذا المقال لإيضاح الصورة لك عن مقاصدها.
تصوَّر شركة توطين لا تعتمد سوى على الكادر الداخلي فقط، حينها ستكون الخدمات التي تقدمها والأزواج اللغوية التي تترجم منها وإليها محدودة على تلك التي يقدمها أولئك الموظفين، أما في المجال التنافسي وسريع النمو، فلن يرغب أي صاحب أعمال في أن يرى شركته تفوت المئات من الفرص نتيجة قصورها في زيادة عدد الموظفين لديها، ولن يكون أمامها سوى خيارين.

 

الخيار الأول: توظيف عدد هائل من المحترفين في كل تخصص من تخصصات التوطين، الأمر الذي لا يعد نهجًا عمليًا فوق كل شيء، وذلك لبعض الأسباب منها ما يلي:

 (1) ارتفاع تكلفة التوظيف والتدريب نتبجةً لعدد المتخصصين الكبير المطلوب وعدد الموظفين الذي ستكون الشركة في حاجة إليهم.
 (2) عدم وجود تقدير دقيق للمتخصصين والخدمات التي ستكون مطلوبة، حتى وإن كان مطوري الأعمال في الشركة قد خططوا لاستخدام معلومات وتحليلات سابقة لتوقع احتياجات الفترة التالية، فسيكون هناك انحراف بالغ عندما يتعلق الأمر بالمشروعات الفعلية، مما يعني أن الشركة قد تحتاج إلى توظيف بعض المتخصصين أو أن البعض ممن قد وظِّف مسبقًا ستكون الاستفادة منه من دون جدوى أو أنه سيكون عاطلًا عن العمل تمامًا.
 (3) حتى وإن وظِّف طاقم العمل الذي ستحتاج الشركة إليه فقط، فإنه من شبه المستحيل أن نعثر على مقدمي خدمة لكل اللغات التي توفرها الشركة داخل بلد واحد، وذلك في صناعة مثل هذه تحتاج إلى موارد ممن تتحدث لغات عدة وتعمل بها ويكون لديها خلفيات ثقافية متعددة.
 

 

الخيار الثاني: الاستعانة بمصادر خارجية لكل الخدمات أو الأزواج اللغوية التي لا تتمكن الشركة من إنجازها داخليًا إلى شركات أو مستقلين ذوي ثقة، وهنا يأتي دور إدارة شؤون الموردين.

توصلت Common Sense Advisory في بحثها أن قرابة 90 بالمائة من الشركات تستعين بمصادر خارجية لبعض أعمال الترجمة والتوطين لديها أو جميعها، حيث يستخدَم العديد من مقدمي الخدمات اللغوية والمترجمين المستقلين لتلبية احتياجاتها من خدمات التوطين وعولمة مواقع الويب ومواد التوعية المطبوعة وأنظمة المساعدة عبر الإنترنت وقواعد المعرفة والدلائل الإرشادية للمستخدم ومواد التدريب.
فيما تكون إدارة شؤون الموردين في صناعة التوطين هي التخصص المعني بمقدمي الخدمة من المصادر الخارجية الذين تتعامل معهم الشركة وكذا اختبارهم والاستفادة منهم وتقديم المساعدة إليهم وحل مشكلاتهم، وقد يطلق عليها "إدارة المصادر الخارجية" أو "إدارة المواهب".
إن مصطلح "مورِّد" كلمة عامة تستخدَم لأي نوع من الأشخاص أو الكيانات ممن تشتري منهم الخدمات بدلًا عن الموظفين الداخليين للشركة ممن يعملون بمرتب ثابت.
أما في مجال التوطين فإن الموردين قد يكونوا مترجمين تحريريين أو فوريين أو متخصصين في الترجمة الإبداعية أو كتَّاب محتوى أو مواهب في التعليق الصوتي أو متخصصين في النشر المكتبي أو خبراء متخصصين أو أي مقدم خدمة آخر لخدمات الترجمة، وهؤلاء الموردين قد يكونوا مستقلين أو فرق أو شركات بأحجام مختلفة.
وإنك، بوصفك مديرًا لإدارة شؤون الموردين، تحتاج إلى تحديد احتياجات الشركة من الموردين الجدد بالتنسيق مع إدارة العمليات أو تطوير الأعمال أو الموارد البشرية، بناءً على هيكل الشركة.
وبمجرد حصولك على فكرة واضحة عن متطلبات الموردين لفريقك، يمكنك البدء بعملية التعيين والتجهيز التي يمكن تلخصيها فيما يلي:
-          نشر الإعلانات والتواصل مع المرشحين.
-          إجراء مقابلات مع المرشحين واختبارهم.
-          بمجرد اجتياز مرشحك الاختبار وتكون على وشك بدء عملية التعاون معه، يمكنك بدء التفاوض معه والاتفاق على الأسعار المناسبة، مع الموازاة بين ما يرضيه ومكاسب الشركة، وقد تحتاج أيضًا إلى إكمال التوثيق مثل اتفاق ضمان السرية و/أو اتفاق مستوى الخدمات.
فيما ستحتاج إلى إدخال كل بيانات الموردين إلى نظام الشركة لديك كمرجع مستقبلي لمساعدة مديري المشروعات عندما يرغبون في الاتصال بهؤلاء الموردين وإسناد مهام إليهم.
 
إن هدف هذا المقال هو عرض فكرة عامة عن المقصود بإدارة الموارد البشرية في مجال التوطين وأكثر المهام شيوعًا التي تضطلع بها هذه الإدارة، وبالتأكيد هناك المزيد من الأنشطة القائمة على الطلب التي يضطلع بها مدير المشروعات بناءً على احتياجات أعمال الشركة.
ويبدو أن أهمية هذا التخصص في مجال التوطين يتزايد نتيجة للتوجه العالمي نحو العمل المستقل، وإن هدف مدير شؤون الموردين هو تحديد المستقلين ذوي المستوى الجيد من بين هذه المجموعة الضخمة.
فإذا كنت مدير مشروعات أو شخصًا ذي خبرة في التعامل مع مديري شؤون الموردين، فلا تتردد في مشاركتنا أفكارك حول المقصود بإدارة شؤون الموردين وما يضطلع به مديرها من مهام.